الأحد، 25 ديسمبر 2011

فهرسة -- lc --

بسم الله الرحمن الرحيم..

هذا الموضوع يعتبر مقدمة او تعريف

لكتاب/التعريف بمهنة الفهرسة والتصنيف وفق النظام العالمي LC  



((تعتبر الفهرسة هي عصب العمل في المكتبات وغيرها من مرافق المعلومات، إذ لا يمكن الوصول إلى مصادر المعلومات التقليدية أو الالكترونية دون الاعتماد على أدوات أو وسائل استرجاع فعالة تتضمن وصفا وتنظيما لهذه المصادر .
وقد تطورت الفهرسة تطوراً كبيراً، فقد بدأت الفهرسة بوصف قصير غير منهجي لمصادر المعلومات ثم انتقلت إلى بيانات مفصلة عن مصادر المعلومات تعد وفقاً لقواعد ونظم مقننة وناتجها فهارس بطاقية تحولت إلى فهارس متاحة للجمهور وأخيرا فهارس متاحة على شبكة الانترنت. وهكذا انتقلت الفهرسة من الفهرسة اليدوية إلى الفهرسة المحوسبة، وأدى انتشار مصادر المعلومات الالكترونية إلى ابتكار أساليب جديدة للوصف والتنظيم .
والفهرسة الحديثة أو المعالجة الفنية عمل فني لا يستطيع ممارسته إلا شخص مؤهل لهذا العمل وتدرب عليه تدريبا جيداً، ولابد أن يكون هذا الشخص مواكباً للتطورات الجديدة وقادرا على إنجاز عمله بكفاءة في ظل متطلبات البيئة الالكترونية التي تدور في فلكها المكتبات وغيرها من مرافق المعلومات الآن .

وبما أننا اليوم نعيش وسط ثورة من المعلومات والإنتاج الفكري الذي يصدر بكثافة ضخمة جدا كما ألمحت سابقا وحيث أن بعض الإحصائيات قدّرت ما صدر منذ دخول عصر الطباعة حتى الآن بنحو (20) مليون كتاب مطبوع منها (15) مليون في الخمسين سنة الماضية فقط، ومعنى هذا أن ما نُشر في نصف القرن الأخير يعدل أربعة أمثال ما نُشر في خمسة قرون، وذلك له معنى واحد فقط (( أننا نعيش ثورة معلومات وعصر انفجار فكري ضخم )).
نعم كانت المكتبات قبل هذه الثورة وذلك الانفجار الفكري محدودة في مواردها ومقتنياتها بحيث يمكن لأي أمين مكتبة تحديد مكان وجود كتاب ما معتمدا على ذاكرته وأدواته البسيطة المتوفرة آنذاك. بيد أننا الآن وبعد هذه الثورة العظيمة من المعلومات أصبحنا أمام مكتبات مليونيّة ليس فقط على مستوى المكتبات الوطنيّة أو الجامعية بل أيضا على مستوى المكتبات المتخصصة والعامّة وخصوصا بعد أن أصبح العالم الآن كالقرية في صغرها من حيث سهولة التواصل والتبادل والتلاقح الثقافي عن طريق أحد إنجازات تلك الثورة ألا وهو الشبكة العنكبوتيّة للاتصالات ( الإنترنت )، ومن ثم أصبح مستحيلا على أية ذاكرة بشريّة ( على المستوى الطبيعي المعتاد لا الإعجازي ) أن تحدد مكان وجود كتاب داخل المكتبة، فضلا عن الإحاطة بما يوجد بها من كتب لمؤلف معيّن أو لكل آثاره فيها ـ على مستوى التأليف والشرح والحواشي والتحقيق و..الخ. ـ أو في موضوع بالذات. وبالتالي كان لابد من إعداد الأدوات واتخاذ الوسائل واصطناع السُبل في محاولة للسيطرة الكاملة على ما يوجد بالمكتبة من أوعية للمعلومات، وتحديد مكان وجود ونوع كل منها بدقّة متناهية لتيسير الوصول إلى أي قطعة بأسرع ما يمكن وبأقل مجهود يٌبذل. وهذه السُبل التي تصطنع للسيطرة الكاملة على أوعية المعلومات داخل المكتبة تُعرف فنيّا ومهنيّا بالفهرسة، والأدوات التي تنتج عن هذه العمليات الفنيّة المهنيّة تُعرف بالفهارس، ويطيب لنا أن نُطلق على من يُسيّر هذه العمليات ويعّد تلك الأدوات ويُشرف عليها بالمفهرسين. وعلى هذا الأساس ومن هذا المنطلق تمت المبادرة برعاية من أصحاب السماحة أميني العتبتين المقدستين في كربلاء إلى تأمين هذا الجانب بتأسيس مركزاً يُعنى بالفهرسة والتصنيف لمكتبات العتبات المقدسة وفق أحدث النظم العالميّة لتكوين كيان ثقافي متكامل على شبكة المعلومات، وأهم ما يهدف إليه هو الترويج للفكر العربي والإسلامي بشكل موضوعي وحيادي بعيدا عن مفهوم التعصب الأعمى وسياسة إلغاء الآخر ليقدم خدمة عامة في جميع فروع المعرفة للعلماء والأُدباء والمثقفين وللعموم بشكل دقيق، واستغلال الإمكانات الهائلة لشبكة الإنترنت مستقبلا في فتح نافذة يطل منها العالم على الفكر العربي والإسلامي، والتعرّف على مبدعيه ومُفكّريه؛ فلقد استوعب القدماء والمحدثون منهم معظم تطورات العلم في كافة المجالات ولهم إسهامات بارزة لخدمة البيئة العربية الإسلاميّة كما ترجموا وعرّبوا آلاف الكتب وأعدوا مئات الأطروحات التي تعكس المزج بين حضارة الدول المتقدمة المعاصرة والتراث الإسلامي الأصيل، وعلى مختصي المكتبات المعاصرين اليوم السعي الجاد كما هو ديدنهم في التوجه نحو إبراز هذه الآثار والجهود القيّمة للمستفيد في أفضل ما يمكن وتذليل العقبات الكثيرة أمام نشر هذا الإنتاج الفكري، وتوحيد الجهود الرامية إلى تقنين أعمال الفهرسة والتصنيف، وتحقيق المشاركة في المصادر على ضوء ندرة المتخصصين، وخفض التكاليف المترتبة على تكرار عمليات الفهرسة للوعاء نفسه في جميع المكتبات، والإسهام في انتشار الكتاب العربي والإسلامي بمجرد توثيقه في قاعدة مركزيّة موحّدة.))
ملخص عن كتاب الفهرسه و التصنيف وفق النظام العالمي للتنصيف الموضوعي أل(LC).
        

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق